القاهرة تستقبل فريق بحث روسيًا لمتابعة تداعيات كارثة الطائرة الروسية

النائب العام يعلن منطقة الحطام محظورة

القاهرة تستقبل فريق بحث روسيًا لمتابعة تداعيات كارثة الطائرة الروسية
TT

القاهرة تستقبل فريق بحث روسيًا لمتابعة تداعيات كارثة الطائرة الروسية

القاهرة تستقبل فريق بحث روسيًا لمتابعة تداعيات كارثة الطائرة الروسية

استقبل مطار القاهرة في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الأحد) فريق بحث وإنقاذ روسيًا قادما على طائرة خاصة من موسكو بصحبتهم بعض المعدات والأجهزة التي تساعدهم في أداء عملهم لمتابعة تداعيات كارثة الطائرة الروسية.
وأشارت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة إلى أن هذه ثاني طائرة تصل في غضون ساعات بعد أن نقلت الأولى 35 فردا بينهم مكسيم سوكولوف وزير النقل الروسي وفلاديمير بوشكوف وزير الطوارئ وفريق من المحققين لمتابعة تداعيات سقوط الطائرة الروسية صباح أمس (السبت) بعد إقلاعها من شرم الشيخ ومصرع جميع من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا.
وحرص حسام كمال وزير الطيران المدني المصري والسفير الروسي لدى مصر سيرغي كير بيتشينكو على الوجود بالصالة الحكومية بالمطار لاستقبال الطائرة الثانية التي نقلت 50 من رجال البحث والإنقاذ، وكان برفقتهم بعض المعدات والأجهزة حيث سيتوجهون إلى منطقة الحادث للبحث عن جثث الضحايا والأشلاء.
وفي سياق متصل، أصدر المستشار نبيل أحمد صادق النائب العام، قرارا باعتبار النطاق المكاني الذي يوجد فيه حطام طائرة الركاب المدنية الروسية المنكوبة التي سقطت في شبه جزيرة سيناء – محل تحقيق من قبل النيابة العامة ويحظر الوجود فيه.
وتضمن قرار النائب العام حظر إجراء أي تدخلات أو رفع أي أجزاء من موقع الحادث، إلا بعد انتهاء أعمال معاينات النيابة العامة واللجان الفنية المنتدبة وصدور تصريح بذلك من النيابة العامة، وذلك ضمانا لسلامة التحقيقات.
وقال المستشار شعبان الشامي مساعد وزير العدل لشؤون مصلحة الطب الشرعي، إن دار التشريح تسلمت جثامين 34 قتيلا وأشلاء لجثمان آخر، في حادث طائرة الركاب المدنية الروسية المنكوبة التي سقطت في وقت سابق من اليوم في شبه جزيرة سيناء.
وأشار المستشار الشامي في تصريح صحافي أمس (السبت) إلى أنه تم اتخاذ كل الإجراءات الطبية المتبعة في التعامل مع الجثامين بتصويرها طبيا باستخدام الأجهزة المخصصة لذلك، وسحب العينات اللازمة بالتعاون مع مصلحة الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية، تمهيدا لإجراء فحوص وتحاليل الحمض النووي (دي إن إيه) لكل جثمان، لتحديد هوية القتلى على وجه الدقة من بين ركاب الطائرة المنكوبة.
وأكد المستشار الشامي أن جثامين ركاب الطائرة التي تسلمتها مصلحة الطب الشرعي، تم حفظها في أجهزة التبريد المخصصة لذلك الأمر، انتظارا لقرار النيابة العامة في شأنها، سواء بتشريحها طبيا للوقوف على أسباب الوفاة لكل جثمان من عدمه.
وكان رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل أجرى زيارة تفقدية مساء أمس لمقر مصلحة الطب الشرعي بمنطقة زينهم، وذلك للوقوف على استعدادات دار التشريح لاستقبال جثامين الركاب في الطائرة المنكوبة وكيفية التعامل معها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.